الأمين في القليل أمينٌ أيضاً في الكثير
والظالم في القليل ظالمٌ أيضاً في الكثير
(لو 16 : 10)
حِدْوة فرس
في حرب الاستقلال الأمريكية وقف الشاب الضعيف البُنية والذي يُعاني من "العرج" في حزن شديد. قال في نفسه:
"ما نفعك يا لوقا فارنوم؟
كل أصدقائك ومعارفك في سنك قد انطلقوا إلى الحرب للدفاع عن بلدهم، وأما أنت فبلا نفع!
إني أعمل صبي حداد، ما هي قيمة حياتي!"
فجأة شاهد جماعة من جنود الخيّالة يعبرون به، ويسألونه: "أتستطيع أن تصنع حِدْوة في قدم أحد الخيول؟"
أجاب لوقا: "نعم أستطيع. كثيرًا ما كنت أساعد معلمي في صنع الحِدْوات".
وبسرعة البرق بدأ يعمل بكل اجتهاد، فصنع حِدوة جيدة جدًا. وإذ انتهى من عملها ركب الكولونيول وارنر فرسه، وهو يقول للصبي:
"ما فعلته الآن يا ابني في خدمة بلادك يُعادل عشرة جنود".
وبالفعل فإن هذا الكولونيول هو الذي أنقذ موقعة بننجتون في نفس اليوم، وكان الجندي الخفي لوقا فارنوم، الذي بدونه لما استطاع الكولونيول أن ينتصر في المعركة!
V هب لي أن أكون صبيًا صغيرًا،
لكن أمينًا في القليل الذي بين يديّ!
لا أستخف بموهبتي الصغيرة،
ولا أحسد أصحاب المواهب العظمى،
فإنه ليس بكثرة المواهب ولا بعظمتها تتطلع إليّ،
بل بروح الأمانة والإيمان الحي تحتضني!
V انزع عني روح اليأس،
فأنت وحدك تخلص بالقليل كما بالكثير!
V لأسمع صوتك العذب:
كنتَ أمينًا في القليل، أقيمك على الكثير!
من كتاب أبونا تادرس يعقوب