يسوع الضيف
"فيقول له ما هذه الجروح فى يديك، فيقول هى التى جرحت بها فى بيت أحبائى" (زكريا 13 : 6)
نعم يا رب أحباؤك .. احنا يا رب .. أنا وانتم .. كلنا يا رب أحباءك اللى جرحوك! وفى بيوتهم أهانوك! والبعض طردوك!! كلنا يا رب .. وأنا أولهم يا سيدى يسوع .. ندعوك أحياناً فى بيوتنا بغرض أو احتياج أو مجاملة! وبعد ما نحصل على ما نريد نحاول إنهاء الزيارة بأى طريقة. ولأنك حساس تفهم! ونقف بسرعة لنودعك قبل أن تغير رأيك وتقعد! ونمد إيدينا لنصافحك مودعين فنجدك تترك أيدينا لتأخذنا فى أحضانك وتغمرنا بقبلاتك حتى تؤخر خروجك!!!
ولكننا نعمل كإننا مش واخدين بالنا ومش فاهمين ونفتح الباب حتى تفهم وتخرج وعندما تجد ان مفيش فايدة تبدأ فى الخروج ودموع الحزن فى عينك .. أصلك بتحب واللى بيحب مش عايز يفارق!! لكن نعمل ايه فى جبلتنا وطباعنا عاوزين دائماً ناخد وما ندّيش! وعند الباب تنظر إلينا بعيون مليانة حب و حنان و تقول لنا ماتنسونيش و ما تنسوش أبداً حبى لكم
واشتياقى لبيوتكم وقلوبكم ونشكره بسرعة. وفى اغلب الأحيان ننسى أن نشكره ونغلق الباب فى وجهه! وتمر الأيام ومع الأيام تجىء المشكلات والأمراض والضيقات ونتصل بالأقارب والأصدقاء ونبعزق فى الأموال وعندما لا نجد حلولاً وتغلق أمامنا كل الأبواب نتذكره .. ونخجل!! ونحتار كيف نطلبه؟ وبأى وجه نساله؟ وفى وسط تساؤلاتنا وقلقنا وهمومنا نسمع قرعاً خفيفاً على الباب ونفتح لنجده واقفاً !!!! ونمد أيدينا بخجل وكسوف فيندفع ويأخذنا فى أحضانه ويغمرنا بقبلاته بحرارة وحب واشتياق وحنان عجيب وفريد كإننا لم نطرده! كإننا لم نخرجه!
"من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه لا يحفظ الى الأبد غضبه فإنه يسر بالرأفة، يعود يرحمنا يدوس آثامنا وتطرح فى أعماق البحر جميع خطاياهم" (ميخا 7 : 18)
وعندما نساله مندهشين عرفت ازاى إننا كنا عاوزينك؟ ده احنا لسة بنفكر نناديك؟ مين اللى طلبك وقال لك؟ فينظر بعتاب حنان ويقول لنا ماحدش طلبنى .. ده أنا من ساعة ما خرجت من عندكم المرة اللى فاتت وأنا واقف على بابكم وكل ما تفتحوا باب بيتكم وقلوبكم ماحدش كان بياخد باله منى .. ناس كتير .. أصحاب كتير .. أقارب كتير .. أعمال ومشاغل كتير كانت تدخل وتطلع وكنتم دايماً بترحبوا بيهم وكنت أشوفكم كل ما تفتحوا الباب تستقبلوا وتودعوا كان فيه نظرة تساؤل وقلق وهموم فى عيونكم .. مافيش سلام فى قلوبكم .. مافيش راحة فى حياتكم .. علشان كدة فضلت واقف على بابكم!! ماروّحتش!! مانمتش!! وأول ما حسيت بمشاكلكم واحتياجكم وحيرتكم وتفكيركم فى طلبى .. ماقدرتش أقعد وانتظر وسامحونى لو قلت لكم انى سمحت بدخول بعض الضيقات فى بيتكم! علشان تفتكرونى! أعمل ايه فيكم! وفى حبى ليكم!! اعذرونى وحشتونى وما استحملتش فراقكم. دى السما مابتحلاش إلا بيكم!!!
"وتقول فى ذلك اليوم أحمدك يا رب لأنه إذا غضبت علىّ ارتد غضبك فتعزينى. هوذا الله خلاصى فأطمئن" (إشعياء 12 : 1)
وآه يا إلهى يا سيدى يا يسوعى يا حبيبى وبعدين معاك فى حبك!! وبعدين معاك فى صبرك! الواحد بصراحة مكسوف منك ومش عارف يعمل ايه معاك! مش عاوزين نفهم ومش عايزين نرجع!! صدقونى وبصراحة تامة أستطيع أن أقول بوضوح إن علاقتنا بإلهنا ممكن ألخصها فى كلمتين ونص وهما استغلال محبته لنا!!
"أنا أشفى ارتدادهم أحبهم فضلاً" (هوشع 14 : 6)
والآن ما موقفك منه؟ موقفك ايه من يسوع؟ هل ستظل تعطيه ظهرك دائماً ووجهك أحياناً !!! هل ستظل تقف فى مفترق الطريق وحيداً محتاراً !! لماذا لا نحدد ألوان حياتنا ونختار لونها الأبيض أو حتى الأسود !!! حتى متى سنظل نعشق اللون الرمادى الكالح البارد!
يجب أن تحدد ... وتقرر ... وتطلب ... وتأخذ
منقووووووووول