وُلد بروما من أسرة عريقة وثنية، وكان والده مرقس سيناتور، ووالدته تدعى جوليا.
vإذ كبر الطفل سُلم في يدي مربي يثقفه، وفي صباح يومٍ قام الصبي الصغير من فراشه مبكرًا ليذهب إلى
معلمه، وإذ ترك بيته سمع صوت تسبيح جميل يصدر عن جماعة تمجد الله بهدوء، قائلة:
"لماذا يقول الأمم: أين هو إلههم؟
إن إلهنا في السماء، كلما شاء صنع!
أصنامهم فضة وذهب، عمل أيدي الناس. لها أفواه ولا تتكلم، لها أعين ولا تبصر، لها آذان ولا تسمع، لها مناخر ولا تشم، لها أيٍد ولا تلمس، لها أرجل ولا تمشى، ولا تنطق بحناجرها، مثلها يكون صانعوها، بل كل من يتكل عليها... (مز115: 2 -
.
vوقف الصبي عند الباب ينصت مع بدء النهار فاستنارت بصيرته الداخلية، وشعر بالفارق بين هذا التسبيح
وما يمارسه من عبادة وثنية. أخذ يقرع الباب بيده، وإذ كان عاجزًا عن ممارسة ذلك بسبب صغر سنه صار يخبط الباب بقدميه. تطلع البواب من النافذة ليقول للأسقف بونتينوس بأن صبيًا صغيرًا يضرب الباب بقدميه. أجاب الأسقف أن يفتح له الباب لأن لمثل هذا الصبي ملكوت السماوات.
vدخل الصبي إلى الصالة ليرى جموع المؤمنين تسبح، عندئذ انطلق ببساطة نحو الأسقف ليقول له: "علمني
هذه الأغنية العجيبة عن إلهنا الذي في السماء، الذي يفعل ما يسرّه". سأله الأسقف عن والديه إن كانا عائشين، فأجاب بأن والدته قد ماتت منذ عامين، وأن والده وجده عائشان. سأله إن كان والده وجده مسيحيين، فأجاب الصبي بالنفي.
بقى الصبي مع الأسقف قرابة ثلاثة ساعات يسمع له، وكان يسأل لينصت إلى إجابته بشوق حقيقي حتى التهب قلبه بالإيمان.
إيمان والده
انطلق الصبي إلى والده بفرح يخبره بكل ما حدث له، وإذ كان الأب متعقلاً صار ينصت إليه حتى النهاية ربما لكي لا يخسر ابنه، ولكي يكسبه بالتعقل، لكن سرعان ما انجذب الأب نفسه إلى حديث الصبي، وانطلق معه إلى الأسقف يطلب مشورته. انضم الأب إلى صفوف الموعوظين مع ابنه لينال الاثنان سرّ العماد.
تنيح الوالد بينما كان ابنه بونتيوس في حوالي العشرين من عمره، فقام الشاب بتوزيع ميراثه على الفقراء والمحتاجين.
أحبه الإمبراطور فيلبس وابنه الذي قبلا المسيحية على يديه.
vفي عهد فاليريان وغالينيوس هرب بونتيوس إلى Cimella بجوار المدينة الحالية Nice بجنوب فرنسا،
حيث قبض عليه الوالي كلوديوس الذي قدمه طعامًا للوحوش (الدببة)، فقامت بأكل الجلادَين اللذين كانا يثيرانها بينما لم تؤذِ القديس. اغتاظ الوالي وأمر بقطع رأسه، وقد حفظت رفاته في دير القديس بونتى Ponte بالقرب من Nice بينما كانت رأسه محفوظة في مارسيليا.
استشهد في 14 مايو حوالي سنة 257 أو 258م.
بركة صلواته تكون معنا