حملت مريم "النار" في يديها
وأحتضنت اللهيب بين ذراعيها
أعطت للهيب صدرها كي يرضع
وقدمت لذاك الذي يقوت الجميع لبنها
من يستطيع أن يخبر عنها؟
...... القديس مار إفرام السرياني ......
زهرة جميلة بين العشب
كم كانت فرحة يوحنا وأسرته بالفيلا التي اشتروها، ونقلوا أمتعتهم إليها، وكانت الفيلا خالية من السكان لسنوات طويلة.
في الصباح الباكر وقفوا في الشرفة يتطلعون من هنا وهناك ويبدون ملاحظاتهم عن موقع الفيلا وإمكانياتها.
قال يوحنا لابنه الشاب سيمون:
"ماذا نفعل بالعشب، فالحديقة مهملة من سنوات طويلة، والعشب ارتفع جدًا؟
سأبذل كل الجهد لتهيئة الحديقة حتى ننسقها بالزهور الجميلة.
أتريد أن تشترك معي؟...
أنظر ياسيمون، ها هي زهرة بيضاء جميلة وسط العشب!"
- أين؟
- من الجانب الأيمن على بعد حوالي متر من السور الفاصل بيننا وبين جيراننا.
حقا إنه يصعب رؤيتها وسط كل هذا العشب، لكنها جميلة، سأذهب واقطفها، إنها وحيدة!
نزل سيمون إلى الحديقة واتجه نحو الجانب الأيمن لكنه لم يستطع أن يراها، إذ كان العشب عاليًا جدًا. بدأ والده يوجهه نحوها وهو يتطلع إليها من الشرفة. أخيرًا إذ بلغ سيمون مكانها قطفها وهو يتأمل كيف توجد زهرة جميلة وسط الأعشاب. تتبع الساق فوجد أنه ممتد إلى السور، وقد تسلل من شجرة جذورها في حديقة الجار التي يهتم بها جدًا.
حمل سيمون الزهرة إلى والديه، وهو يقول: "ما أعجب أن نجد زهرة هكذا جميلة وسط الأعشاب".
قالت الأم:
لماذا تعجب يا سيمون؟
فإنه توجد في برية هذا العالم زهور جميلة وسط كميات بلا حصر من العشب.
هذه هي نفوس المؤمنين التي تمتد جذورهم إلى حديقة السماء التي يهتم اللّه برعايتها. وكما يقول الرسول بولس: "سيرتنا نحن هي في السموات" في 2:3.
المسيحي الحقيقي تتأصل جذوره في السماء، وتمتد ساقه إلى العالم لكي يقدم زهرة جميلة تحمل حضرة السيد المسيح ورائحته الذكية. "لأننا رائحة المسيح الذكية للَّه في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون" (2كو 15:2).
V أنا أعلم إن بدا العالم كله كعشبٍ،
لكنه حتمًا توجد زهور جميلة وسط العشب،
في كل جيلٍ يوجد شهود أمناء لك.
V هب لي يا رب أن أكون زهرة وسط العشب الكثير!
لأسمع صوتك العذب قائلاً:
كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات.
كلكِ جميل يا حبيبتي،
ليس فيكِ عيبة!
من كتاب أبونا تادرس يعقوب