إبليس ....... كذاب و أبو الكذاب
(يو 8 : 44)
سمكة أم قطة؟!
بينما كان الطفلان مارك وأشرف يلعبان سحب أشرف غطاء المائدة فسقطت "زهرية الورد" وانكسرت. عندئذ قال مارك لأخيه: "ستعاقبك ماما يا أشرف، لأنها تحب هذه الزهرية جدًا!" أجابه أشرف: "إني مضطر أكذب عليها وأقول لها بأن القط هو الذي كسرها، هل تشهد بذلك؟
- لا يا أشرف، نحن لم نعتد أن نكذب.
- لكنني لا أريد أن أحزن ماما، ولا أجعلها تُعاقبني.
- إنها ستحزن بالأكثر عندما تكتشف أنك كذبت.
- وكيف تكتشف ذلك؟
- الكذب لن ينجي، وليس خفي إلا ويُعلن.
ألم تسمع المثل القائل: "الكذب ليس له رجلين".
- ماذا يعني؟
- إن جعلنا الكذب ملجأنا، فإنه حتمًا ينكشف، ويفقد الناس ثقتهم فينا،
ونصير أولاد لإبليس "الكذاب وأبو الكذاب" (يو44:8 ).
لأننا جعلنا الكذب ملجأنا" (إش15:9).
هل سمعت يا أشرف عن قصة: السمكة والقطة؟[1]
- لا، هل ترويها لي؟
- في مدينة دمياط جاء الصياد يحمل سمكة كبيرة إلى أحد الأغنياء، وهو يقول له: إنها سمكة لا تزال حيّة. اصطدتها منذ دقائق… وهي كبيرة، لن يأكلها أحد غيرك.
- ما هو وزنها؟
- سبعة أرطال.
- ها هو ثمنها، أرسلها مع أحد الصبيان إلى المنزل.
حمل الصبي السمكة إلى بيت الغني، وإذ شاهدتها الزوجة سُرّت بها جدًا، واتصلت بأخيها لكي يأتي ويتناول الغذاء معها، إذ تعرف إنه محب للسمك.
في المساء عاد الغني إلى بيته، وإذ قدمت له الزوجة العشاء دُهش لأنه لم يجد السمكة.
- لماذا لم تطبخي السمكة؟
- لقد أعددت السمكة للطبخ، وإذا انشغلت في مكالمة تليفونية عدت فوجدت القطة قد أكلتها من رأسها إلى ذيلها… لم تترك لنا شيئًا!
- عجبًا! هل أكلت القطة كل السمكة؟
- ألا تُصدقني؟!
حمل الغني القطة ثم جاء بها إلى زوجته، ووضع القطة على الميزان فوجدها تزن سبعة أرطال. عندئذ قال لزوجته:
إن وزن السمكة سبعة أرطال. وقد أكلتها القطة بالكامل. تُرى هل التي أمامنا هي القطة أم السمكة التي أكلتها، حيث كل منهما تزن سبعة أرطال؟!
خجلت الزوجة جدًا، فإن الكذب لم يستطع أن ينجيها.
V V V
V هب لي روح الحق،
فلا أستطيع أن أكذب.
V انزع عني الكذب،
فلا أكون ابنًا لإبليس أب الكذّابين،
بل ابنًا لك يا أيها الحق!
من كتاب أبونا تادرس يعقوب